تحليل نص المدرسة التقليدية
تحليل نص المدرسة التقليدية
للكاتب عمر الدسوقي
البعت و الإحياء:حركة شعرية ظهرت إبان عصر النهضة، بهدف إحياء الشعر العربي من إسفافه و ركاكته التي علقت به في عصر الانحطاط، وكان سبيلها في ذلك تقليد الشعراء القدماء في قواعدهم الفنية.وقد ساهم النقاد في التعريف بهده الحركة عبر الدراسة و التحليل ومن هؤلاء عمر الدسوقي في كتابه الأدب الحديث الذي اقتطب منه النص
انطلاقا من العنوان الذي يؤشر على المدرسة التقليدية باعتبارها تيار شعري ،نفترض أننا أمام نص نظري يقدم فيه صاحبه عمر الدسوقي تصوره حول حركة البعت و الإحياء .فما هي القضية الأساس؟وماهي العناصر المكونة لها؟ ثم ماهي طبيعة البنية الحجاجية المعتمدة من لدن الكاتب؟
بقرائتنا للنص يتبين أن قضيته الأساس تتمحور حول الدور الذي اضطلع به البارودي في النهوض بالشعر العربي و إخراجه من جموده و ركاكته وذلك بالالتزام بمجموعة من الخصائص الفنية القديمة.وكذلك استلهامه للوظيفة الشعرية المعروفة نفسها لدى القدماء
وهذه القضية تتكون من العناصر الآتية
إبراز فضل البارودي على الشعر العربي باستعادة ديياجته +
ونظارتها
ا+اقتفاء مجموعة من الشعراء أثر البارودي في إخراج الشعرمن ركاكته
استعراض الكاتب الخصائص التي اعتمدها شعراء المدرسة
(التقليدية (اللغة-الإيقاع-الصور-الموضوعات
بيان محدودية تجديد الشعراء التقليديين وارتباطهم +
بعصرهم
التزام الشعراء التقليديين بالوظيفة الأخلاقية التربوية +
للشعر
النص يبين فضل المدرسة التقليدية على الشعر العربي الحديث لكونها أخرجته من مظاهر التردي و الإسفاف التي طبعته في عصر الانحطاط،لذلك كان من الطبيعي أن يتوزع معجم النص بين الحقلين الدلاليين الآيتين
حقل دال على شعر النهضة :مثانة الأسلوب-إحياء الثرات-القوة والنظارة-مشرقة الديباجة-مثين التركيب-بدوي النسيج-الجزالة-مصقولا مثينا
حقل دال على شعر الانحطاط:ركاكة-ضحالة المعاني-الضعف-الطلاء الغث-الزخرف-تقليد لعصور الضعف والعجمة
إذا تتبعنى بنية المعجم،سنجد علاقة تضاد بين الحقلين،لكن هذا الأخير له ما يبرره إذ إن وضعية التردي التي طبعت الشعر العربي هي التي استوجبت إحيائه و النهوض به و هذا
ما قامت به المدرسةالتقليدية فيه عصر النهضة
قدم الكاتب تصوره حول المدرسةالتقليدية بالاعتماد على
بنية حجاجية توسل في طريقة عرضها بأسلوب الاستنباط حيث انتقل من العام إلى الخاص؛فبدأ حديثه عن دور المدرسةالتقليدية،ثم انتقل لإبراز وضعية الشعرخلال عصر الانحطاط ليصل إلى خصائص المدرسةالتقليدية و يفصل فيها
ومن أساليب التفسير التي وظفها الكاتب نجد
السرد:عرف البارودي كيف يعيد للشعر+
الوصف:كان أغلبهم متزمتا،جادا في حياته+
المقارنة:من خلال المقارنة بين شعرالانحطاط و شعر +
النهضة
التشابه:على أن القصيدة الحديثة لا تختلف عن القديمة +
التعريف:أهم خصائص تلك المدرسة متانة الأسلوب+
المثال:من خلال ذكره لأسماء شعراء المدرسة التقليدية كحافظ وعبد المطلب +
الاستنتاج:وبعد فهذه أهم خصائص تلك المدرسة+
أما على المستوى اللغوي:فقد اعتمد الكاتب لغة تقريريةمباشرة بعيدة عن التصوير البياني ،لأن الهدف منها التوصيح و الإقناع و هذه اللغة تميزت بحضور الأساليب الخبرية التي تدللها التوكيد بواسطة <إن وأن وكذلك قد و لقد>(أن القصيدة-إن موضوعاتهم-قد صرفهم-لقد قلدو)ا
وبالنسبة لمظاهر اتساق النص،فقد تحقق عبر الربط و الإحالة الأول تمثل في أدوات الربط العطف مثل:الواو(الزخرف والطلاء الغث)ثم(ثم نهضت البلاد)أو(أو عرفوهاوثقفوها).بينما الربط المعنوي أو المنطقي فيحضر من خلال بعض الأدوات مثل(أما معانيهم).في حين تجلت الإحالة في الضمائر مثل(ديياجته)،و كذلك أسماء الإشارة مثل(تلك المدرسة-هؤلاء-ذلك) والأسماء الموصولة مثل(الذين
هذه البنية الحجاجية المتنوعة عمد إليها الكاتب من أجل توضيح أهمية دور المدرسة التقليدية في إحياء الشعر العربي و النهوض به و بالتالي يؤدي إلى توضيح و أقناع المتلقي و التأثير فيه
نستنتج مما سبق أن الكاتب عمر الدسوقي حاول في هذا النص المدرسة التقليدية أن يصف لنا شعر عصر الانحطاط الذي يغلب عليه الزخرفة و ضحالة المعاني و الإسفاف،مبرزا الدور الذي اضطلعت به حركةالبعث و الإحياء في إعادة الشعر العربي إلى قوته و نظارته موظفا في ذلك مقومات لغوية و أسلوبية تتمثل في أسلوب التفسير و الشرح و المقارنة معتمدا منهجا استنباطيا.كما أن النص تم بناءه بناءا متناسقا و منسجما يقوم على تنظيم وحدات النص وفق تسلسل منطقي في عرض أفكاره و قد حققت الروابط اللفظية و المعنوية هذا التماسك و الانسجام بالإضافة إلى لغة النص التي تميزت بالتقريرية و المباشرة في توضيح معاني النص بهدف التأثير في المتلقي
HErzfety wlh mrerecu poucouo
ReplyDelete